باريس (أ ف ب) – يطلق الرئيس ايمانويل ماكرون الاثنين حملة لجذب الاستثمارات عندما يستقبل 140 من قادة قطاع الاعمال متعددي الجنسيات في قصر فرساي في مؤتمر شعاره "اختاروا فرنسا"، قبيل توجهه الاربعاء للمشاركة في منتدى دافوس العالمي الذي يجمع الاثرياء والاقوياء.
وستغتنم العديد من الشركات فرصة انعقاد المؤتمر للاعلان عن استثمارات، وكشف موقع فيسبوك الاثنين عن ضخ 10 ملايين يورو اضافية (12,2 مليون دولار) في مركز الذكاء الاصطناعي في باريس.
ومن المقرر ان تكشف تويوتا اليابانية تفاصيل حول مشروع توسعة مصنع اوناينغ بشمال فرنسا بكلفة 400 مليون يورو (490 مليون دولار)، وذكرت صحيفة "ليه زيكو" ان الخطة ستستحدث 700 وظيفة جديدة.
وتعهد ماكرون، وهو خبير استثمارات مصرفي، ايقاظ الاقتصاد الفرنسي من سباته.
سعى ماكرون في الاشهر الاولى من ولايته للدفع باتجاه تطبيق اصلاحات في قوانين العمل المعروفة بتصلبها وخفض الضرائب على الاثرياء وأرباح رأس المال.
وتشير توقعات البنك المركزي الى نمو الاقتصاد بنسبة 1,9 بالمئة في 2018، فيما رفعت الحكومة توقعاتها مؤخرا الى نحو 2,0 بالمئة، وهو لا يزال تحت الهدف الذي حدده الاتحاد الاوروبي.
وأظهرت دراسة لغرفة التجارة الاميركية وشركة استشارات في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي ان نسبة قياسية من 72 بالمئة من المستثمرين الاميركيين متفائلون حيال الاقتصاد الفرنسي، في ارتفاع كبير مقارنة مع نسبة 30% منهم العام 2016.
لكن بعض المدراء التنفيذين يبدون حذرين ويقولون ان التحديات الكبرى المتمثلة بخفض الدين الهائل لفرنسا وانفاقها العام، وتحقيق اقتطاعات ضريبية للشركات، لا زالت ماثلة.
وقال بيار-اندريه شالندار المدير التنفيذي لعملاق الزجاج ومواد البناء سان-غوبان لصحيفة لو فيغارو الاثنين "لا زلنا بانتظار رؤية أكثر وضوحا لاصلاحات الحكومة".
ومن المتوقع تراجع عجز فرنسا لعام 2017 الى ما دون 3 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي كما يحدده الاتحاد الاوروبي، للمرة الاولى منذ عشر سنوات.
وحذر ديدييه ميغو، رئيس ديوان المحاسبة الفرنسي الاثنين من انه "حتى مع عجز اقل من حدود 3 بالمئة، لا تزال فرنسا تعاني من احد اسوأ الاوضاع المالية بين غالبية شركائها في منطقة اليورو".
– "اختاروا فرنسا" –
استضاف الرؤساء الذين سبقوا ماكرون تجمعات مشابهة لرؤساء تنفيذيين لشركات، لكن حجم المؤتمر الذي اطلق عليه "اختاروا فرنسا" يتجاوز بكثير تلك التي استضافها فرنسوا هولاند او نيكولا ساركوزي.
فالاشتراكي هولاند استضاف 34 من قادة الاعمال العالميين عام 2014 فيما استقبل اليميني ساركوزي 25 منهم العام 2011.
وقال مصدر في الرئاسة "اغتنمنا فرصة قدوم قادة قطاع الاقتصاد الى اوروبا لندعو 100 من الرؤساء التنفيذيين لاكبر الشركات العالمية من اجل تنمية 100 مشروع معهم في فرنسا".
وبين الذين لبوا الدعوة المدراء التنفيذيين لكوكاكولا وغوغل وسيمنز وعملاق التجارة الالكترونية الصيني علي بابا، إضافة الى المديرة التنفيذية لفيسبوك شيريل ساندبرغ.
وفيما ينسب الى ماكرون الكثير في تعزيز موقع فرنسا على الساحة الدولية، بدأت الاستثمارات الخارجية في تسجيل انتعاش قبل انتخابه في ايار/مايو 2017.
لكن الاستثمارات فشلت حتى الان في تحقيق فرق يذكر على جبهة الوظائف، اذ لا تزال نسبة البطالة في فرنسا عند 9,7 بالمئة، ضعفها في بريطانيا او المانيا تقريبا.
وقال فيليب براساك رئيس بنك كريديه اغريكول الفرنسي لصحيفة لو فيغارو "دعونا لا نسميها اصلاحات اذا لم تكن كذلك. إنها ليست ثورات، لكن البلاد حتما غيّرت وجهتها"
وفيما يتعلق بالضرائب، لم تستفد فرنسا كثيرا من وجود عمالقة التكنولوجيا مثل غوغل وفيسبوك — ما يمثل نقطة شائكة لماكرون الذين يدفعهم للمساهمة بشكل اكبر في خزائن الدولة.
ويأتي مؤتمر فرساي عشية وصول قادة 60 دولة و1,700 شركة الى دافوس في اكبر تجمع من نوعه في العالم.
ويخاطب الرئيس ماكرون (40 عاما) منتدى دافوس الاربعاء، ومن المتوقع ان يكون النقيض للرئيس الاميركي دونالد ترامب.
وفيما كانت حملة ترامب تقوم على معارضة العولمة، فإن ماكرون يدافع عنها علما بأنه سيدعو الى شكل اكثر توازنا لها في خطابه في دافوس.