بنغازي (ليبيا) (أ ف ب) – قتل شخص واصيب 62 آخرين بجروح، بعضهم في حالة خطرة، في اعتداء استهدف الجمعة مسجدا في بنغازي ثاني اكبر مدن ليبيا، كما ذكر المستشفى الرئيسي في المدينة، وهو ثاني اعتداء يستهدف مسجدا في أقل من ثلاثة اسابيع.
وقد انفجرت قنبلتان في مستهل صلاة الجمعة في وسط مسجد سعد بن ابي عبادة، بوسط بنغازي التي تبعد الف كلم شرق العاصمة طرابلس، كما قال مصدر امني لوكالة فرانس برس.
واضاف ان عبوة متفجرة وضعت في نعش بباحة المسجد، والثانية في مدخله، في خزانة احذية. وذكر شهود انهم رأوا سيارات اسعاف تنقل جرحى.
وتناثر حطام على ارضية المسجد، فيما تحطمت النوافذ ولطخت بقع الدماء حيطان المسجد.
وقالت فادية البرغثي المتحدثة باسم مستشفى الجلاء في بنغازي، ان 62 جريحا وقتيلا واحدا قد نقلوا الى المستشفى.
وكانت بنغازي شهدا اعتداء مزدوجا في 24 كانون الثاني/يناير، امام مسجد ايضا، اسفر عن حوالى 40 قتيلا.
ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن هذا الاعتداء، لكنه يعكس استمرار عدم الاستقرار في هذه المنطقة الواقعة في شرق ليبيا التي تسيطر عليها قوات المشير خليفة حفتر.
– "عمل شنيع" –
ودانت بعثة الامم المتحدة في ليبيا "التفجير الوحشي"، مشيرة إلى ان تقارير اصابات المدنيين "مقلقة للغاية".
وذكرت البعثة على حسابها على تويتر أن "هذا العمل الشنيع لا ينبغي أن يقدم مبررا لهجمات انتقامية. التحقيقات الفورية وغير المنحازة يجب ان تقدم مرتكبي (الهجوم) للعدالة".
وتتصاعد المخاوف من تنفيذ هجمات انتقامية بعد الهجوم على المسجد الجمعة اثر اعدام ضابط موالي للمشير حفتر في ساحة عامة عشرة اشخاص يشتبه بانهم جهاديون انتقاما لاعتداء مزدوج أسفر عن سقوط اربعين قتيلا في مسجد في مدينة بنغازي، شرق البلاد، قبل نحو اسبوعين.
وكانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرة توقيف بحق هذا الضابط الذي يدعى محمود الورفلي، قائد كتيبة الصاعقة ومقرها بنغازي، بتهمة ارتكاب "جرائم حرب" في حوادث اعدام 33 شخصا على الأقل في 2016 و2017.
وأعلن الورفلي الثلاثاء تسليم نفسه لقوات المشير حفتر الرجل القوي في شرق ليبيا.
وقد تعرضت مدينة بنغازي لأعمال عنف استهدفت بعثات دبلوماسية وقوى الأمن. واسفر هجوم على القنصلية الاميركية في 11 ايلول/سبتمبر 2012 عن مقتل السفير كريستوفر ستيفنس وثلاثة أميركيين آخرين.
وبعد أكثر من ست سنوات على الثورة التي اطاحت بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، ما زالت ليبيا تشهد اضطرابا امنيا وصراعات سياسية.
ولا يعترف حفتر وحكومته المنبثقة من برلمان منتخب في 2014 مقره في طبرق شرق البلاد، بشرعية حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج والتي تشكلت بموجب اتفاق الصخيرات في المغرب بإشراف الامم المتحدة في كانون الاول/ديسمبر 2015.
ولم تلق حكومة الوفاق الاجماع منذ اتخاذها طرابلس مقرا في اذار/مارس 2016، وما زالت عاجزة عن فرض سلطتها على مناطق واسعة في البلاد.
وتسعى الامم المتحدة حاليا للتفاوض لانهاء الاضطراب السياسي الحالي عبر خطة عمل طرحها المبعوث الاممي الخاص لليبيا غسان سلامة وتتضمن تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية في 2018، لكن هناك شكوك قوية حول امكانية اجرائها.
© 2018 AFP