كولومبو (أ ف ب) – فرضت سريلانكا الثلاثاء حالة الطوارئ على المستوى الوطني في أعقاب اعمال عنف ضد مسلمين أدت إلى مقتل شخصين على الاقل وإلحاق اضرار بعشرات المنازل والمساجد في منطقة سياحية.
واعلنت الحكومة انها تفرض هذه الاجراءات الاستثنائية بعدما لم تتمكن الشرطة من وقف اعمال العنف في كاندي، المنطقة الشهيرة بمزروعات الشاي والآثار البوذية في وسط البلاد.
وانتشر عناصر من القوات الخاصة التابعة للشرطة لاعادة فرض الامن في كاندي بعدما خرق اشخاص من مثيري الشغب حظر التجول الليلي وارتكبوا اعمال تخريب.
واندلعت اعمال العنف الاثنين في اعقاب مصرع رجل من الاتنية السنهالية على يد مجموعة من المسلمين الاسبوع الماضي.
وقال رئيس الوزراء رانيل ويكريمسينغ امام البرلمان ان "الحكومة تتخذ كل الاجراءات الممكنة لحماية الشعب وخصوصا المسلمين".
واضاف انه تم فتح تحقيق في الثغرات الامنية من قبل الشرطة والتي اتاحت لمجموعة رجال من الاتنية السنهالية احراق مساجد وكذلك منازل ومتاجر تعود لمسلمين.
وانتشلت جثة رجل مسلم من أنقاض منزل محروق الثلاثاء، بحسب الشرطة، مما يهدد بتأجيج التوتر الطائفي الذي اندلع في مختلف أنحاء البلاد في الأسابيع الماضية.
واجراءات الطوارىء التي تفرض للمرة الاولى منذ 2011، تعطي السلطات صلاحيات واسعة لاعتقال مشتبه بهم لفترات طويلة كما تتيح نشر قوات حين يلزم الامر.
وقال الرئيس مايتريبالا سيريسينا ان الاجراءات "ستؤدي الى تدارك الوضع الامني غير المرضي السائد في بعض اقسام البلاد".
واضاف "تم تعزيز الشرطة والقوات المسلحة بشكل مناسب للتعامل مع العناصر الاجرامية في المجتمع واعادة الوضع الى طبيعته بشكل عاجل".
وكان وزير التخطيط المدني رؤوف حكيم اعلن في وقت سابق إن "مجلس الوزراء قرر فرض تدابير مشددة منها حالة الطوارئ لعشرة ايام على مستوى البلاد".
واوصى الوزير باتخاذ اجراءات تاديبية بحق المسؤولين عن السماح بتدهور الوضع.
وقدم البرلمان السريلانكي الثلاثاء اعتذارا الى الاقلية المسلمة التي تشكل 10 بالمئة من سكان البلاد البالغ 21 مليون نسمة.
والسنهاليون مجموعة اتنية غالبيتها من البوذيين وتشكل نحو ثلاثة ارباع سكان سريلانكا.
– اجراءات لفرض النظام-
اتخذت الاجراءات بعد اجتماع خاص للحكومة مع الرئيس السريلانكي.
وهي المرة الاولى التي تفرض فيها حالة الطوارىء منذ سبع سنوات. وكانت البلاد خاضعة لقانون الطوارىء على مدى ثلاثة عقود تقريبا حين كانت الحكومة تحارب متمردي التاميل في حرب انتهت عام 2009.
ومددت الشرطة إجراءات حظر التجول في أجزاء من كاندي بعد أن خرق اشخاص من مثيري اعمال الشغب حظرا للتجول ليلا وعاثوا خرابا في المنطقة.
وأعلن متحدث باسم الشرطة نشر مئات العناصر من "قوة التدخل الخاصة" التابعة للشرطة في المنطقة حيث تم توقيف أكثر من 20 شخصا وفتح تحقيق في ممارسات الشرطة في كاندي.
وأحرق مثيرو أعمال الشغب محلات يملكها مسلمون وهاجموا مسجدا في شرق البلاد الأسبوع الماضي بعد اتهام زعيم مسلم بإضافة مواد مانعة للحمل على الاطعمة المباعة للسنهاليين. ورفضت الحكومة الاتهامات وقالت إن لا اساس لها، وأمرت بتوقيف مفتعلي الاضطرابات.
في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي اندلعت اعمال عنف في جنوب الجزيرة أدت إلى مقتل شخص وإلحاق الاضرار بمنازل وسيارات.
وفي حزيران/يونيو 2014 اندلعت اعمال عنف بين بوذيين ومسلمين أوقعت أربعة قتلى والعديد من الجرحى.
واطلق شرارة أعمال العنف مجموعة بوذية متطرفة يحاكم عدد من زعمائها بتهمة إثارة النعرة الطائفية.
© 2018 AFP