ازمير (تركيا) (أ ف ب) – بدأت الاثنين محاكمة قس أميركي في تركيا بتهم تتعلق بالإرهاب بعدما قضى عاما ونصف العام خلف القضبان في قضية زادت منسوب التوتر بين أنقرة وواشنطن.
وبدأت الجلسة صباح الاثنين في قاعة محكمة ضمن معتقل علي آغا في محافظة إزمير بغرب تركيا.
ومثل برونسون مرتديا قميصا ابيض وبدلة سوداء، وقال إنه سيعرض دفاعه باللغة التركية وسيستعين بمترجمين إذا شعر بالحاجة إلى ذلك.
وأوقفت القوات التركية القس الخمسيني الذي كان مسؤولا مع زوجته عن كنيسة للبروتستانت في مدينة ازمير في تشرين الأول/اكتوبر 2016 وهو معتقل منذ ذلك الحين.
ويتهم برونسون بالقيام بنشاطات مؤيدة لحركة الداعية فتح الله غولن، الذي تتهمه انقرة بأنه وراء محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016، وحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.
كما أنه متهم بالتجسس لأهداف سياسية وعسكرية.
وقال محاميه جيم هالافورت إن "حقه في الحرية والأمان منتهك منذ فترة طويلة. نأمل بالمقام الأول التوصل إلى الإفراج عنه" مضيفا "نعتقد أنه سيتم تبرئته في نهاية المطاف لأننا مقتنعون ببراءته".
وفي حال إدانته، يواجه برونسون عقوبتين بالسجن 15 عاما و20 عاما، بحسب محاميه.
وكانت زوجته نورين برونسون حاضرة الاثنين بحسب صحافية فرانس برس، وكذلك السناتور الأميركي توم تيليس والسفير الأميركي الخاص لحرية المعتقد في العالم سام براونباك.
– "أمل" –
وأوضح محاميه "لديه تطلعات وأمل، لكنه بالطبع حزين أيضا لأنه بريء" مؤكدا "سجن لوقت طويل بدون سبب".
غير أن التهم التي وجهت إليه الاثنين أخف من تلك التي صدرت في بيان اتهام أول نشر في 13 آذار/مارس واتهم فيها بأنه عضو في شبكة غولن، ما كان يعرضه لعقوبة السجن المؤبد.
ويشير البيان الاتهامي الجديد بوضوح إلى أنه لم يعد ملاحقا بتهمة الانتماء إلى مجموعة إرهابية، سواء كانت شبكة غولن أو حزب العمال الكردستاني.
وينفي غولن المقيم في الولايات المتحدة منذ عشرين عاما، أي ضلوع له في محاولة الانقلاب التي جرت ليل 15 إلى 16 تموز/يوليو 2016.
واعتقال برونسون هو من الملفات الشائكة الأساسية في العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا.
وتراجعت العلاقات بين الدولتين في الآونة الأخيرة، ولا سيما على خلفية الدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، وهو فصيل تعتبره أنقرة إرهابيا وتوقيف مواطنين تركيين يعملان لدى بعثات أميركية في تركيا، وتوقيف مواطنين تركيين يعملان لدى بعثات أميركية في تركيا.
كما طالبت تركيا مرارا واشنطن بتسليمها فتح الله غولن.
– "صلوات" –
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ألمح في أيلول/سبتمبر إلى أن بلاده قد تفرج عن برونسون في حال سلمتها واشنطن غولن.
وقال في خطاب متلفز "يقولون +أعطونا القس+. لديكم داعية (غولن) هناك. سلموه إلينا وسنحاكم (برانسون) ونعيده إليكم".
وتسعى واشنطن للتوصل إلى إطلاق سراح برونسون، لكنها رفضت على الدوام فكرة إجراء عملية تبادل.
في المقابل، تخلت السلطات الأميركية عن الملاحقات التي كانت تستهدف 11 عنصر أمن من مرافقي إردوغان بتهمة التعدي على متظاهرين مؤيدين للأكراد في واشنطن خلال زيارة للرئيس التركي في أيار/مايو 2017.
ومن المقرر الإفراج قريبا عن اثنين من أنصار الرئيس التركي حكم عليهما في القضية ذاتها بالسجن 366 يوما.
وقال مسؤول أميركي لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه أن واشنطن تنظر "بجدية" إلى واجب مساعدة مواطنيها الموقوفين في الخارج.
وتابع "نأمل أن يقوم القضاء التركي بتسوية هذه القضية بطريقة عادلة ومنطقية".
واعتقل القس بالأساس مع زوجته نورين، غير أنه أفرج عنها في كانون الأول/ديسمبر 2016.
وكتبت في رسالة نشرت على صفحة دعم لزوجها على فيسبوك "رجاء ارفعوا الصلوات" من أجل أندرو.
فوليا اوزركان
© 2018 AFP