روما (أ ف ب) – يسجل اليمين الإيطالي المتحالف مع اليمين المتطرف تزايدا في شعبيته قبل اسبوعين من انتخابات تشريعية لا تزال مشرعة على شتى الاحتمالات وقد تقود إلى برلمان يفتقر إلى غالبية مستقرة.
وتشير آخر استطلاعات الرأي إلى فوز تحالف قوى اليمين المؤلف من حزب "فورزا إيطاليا" اليميني بزعامة رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلوسكوني وحزبي اليمين المتطرف "الرابطة" و"فراتيلي ديتاليا" بـ37 إلى 38 بالمئة من نوايا الأصوات.
وأكد برلوسكوني الثلاثاء أن هذا التحالف "يقارب بفارق أقل من نقطة نسبة 40%" من الأصوات مضيفا أنه "في ظل هذا القانون الانتخابي، فإن 40% تعني إمكانية الفوز بالغالبية".
وتجري الانتخابات في إيطاليا بموجب قانون معقد يجمع ما بين النسبية والغالبية ويسمح بإحراز الغالبية بمجرد الحصول على 40 أو 45% من الأصوات، بحسب اختلاف آراء الخبراء المنقسمين حول هذه العتبة.
ويستند برلوسكوني (81 عاما) إلى هذه الإحصاءات المشجعة ليواصل حملته الانتخابية الخامسة بكثير من الحيوية، مؤكدا أنه عازم على "الفوز لمرة أخيرة قبل الانسحاب" من العمل السياسي، بحسب ما نقلت صحيفة "كوريري ديلا سيرا" الثلاثاء عن كاتب سيرته آلان فريدمان.
وفي حملته المحمومة للفوز في الانتخابات، يجول برلوسكوني على الإذاعات والمحطات التلفزيونية من غير أن يهمل حتى المحلية والصغرى منها، ولو أن حركته تبقى محدودة بأمر من أطبائه.
وبعد التغيب لفترة بسبب مشكلاته القضائية والصحية، عاد قطب الإعلام السابق بقوة إلى العمل السياسي إذ تمكن من زيادة نوايا التصويت لحزبه من 11 إلى 12% قبل عام إلى 17 أو 18% حاليا، متقدما على حليفه ومنافسه حزب "الرابطة" بزعامة ماتيو سالفيني الذي يحصل على 13 إلى 14%.
وتلقى المنافسة بين الحزبين داخل ائتلاف واحد متابعة حثيثة في الخارج، ولا سيما بسبب المواقف المعادية لأوروبا التي تتبناها الرابطة المتحالفة مع حزب الجبهة الوطنية الفرنسي بزعامة مارين لوبن.
– العزم على الانتصار –
ويقضي اتفاق تم التوصل إليه بين برلوسكوني وسالفيني على أن يقوم الحزب الذي يحصل على أعلى نسبة من الأصوات بتعيين رئيس الوزراء في حال حصل الائتلاف بمجمله على غالبية برلمانية ثابتة.
لكن الواقع أنه ليس هناك ما يجمع بين الرجلين باستثناء عزمهما على الانتصار، بل قال مدير قسم العلوم السياسية في جامعة لويس في روما روبرتو داليمونتي عنهما "لا يمكن لأحدهما احتمال الآخر".
وفي حال صحت التوقعات، فإن الائتلاف الذي يجمع ما بين السياديين المعادين للهجرة في الرابطة وفراتيلي ديطاليا، والمعتدلين المؤيدين لأوروبا في فورزا إيطاليا، سيحل في الطليعة.
وهو يتقدم على شعبويي حركة النجوم الخمس التي تتوقع لها استطلاعات الرأي 28% من نوايا الأصوات، والائتلاف اليساري بقيادة الحزب الديموقراطي (وسط يسار حاكم) الذي ستتراوح نتائجه بين 26 و27%.
ومع اشتداد المنافسة وتقارب التوقعات، ضاعفت المجموعات الثلاث خلال الحملة الوعود المستحيلة التي لا يمكن تحقيقها إلا بزيادة مديونية البلد إلى مستويات خيالية، وهي بالأساس من الأعلى في أوروبا (132% من إجمالي الناتج الداخلي).
وتنوعت الوعود ما بين تخفيف الضرائب وزيادة الاستثمارات ورفع المعاشات التقاعدية وإبعاد مئات آلاف المهاجرين في أوضاع غير قانونية، بما يرضي مطالب الجميع، ولكن بشرط توافر الوسائل لتحقيقها.
وكتبت صحيفة "لا ستامبا" الاثنين ملخصة مختلف البرامج "ألف مليار يورو، ذلك هو الرقم الخيالي لوعود القادة الانتخابية".
– بدون غالبية سياسية –
لكن من المرجح على ضوء الغموض الذي يلف نتائج الانتخابات واحتمال أن يستيقظ البلد في 5 آذار/مارس بدون غالبية سياسية، أن تبقى هذه الوعود حبرا على ورق.
وفي مطلق الأحوال، فإن إيطاليا قد تبقى لبضعة أشهر بقيادة الحكومة الحالية التي يترأسها باولو جنتيلوني من الحزب الديموقراطي.
كما يطرح المراقبون احتمالات أخرى غير الائتلاف اليميني، فيتحدثون عن تحالفات ممكنة على ضوء نتائج مختلف الأحزاب، ومنها تحالف بين أنصار أوروبا من الحزب الديموقراطي وفورزا إيطاليا، يكون شبيها بالتحالف الكبير في ألمانيا، أو تحالف للمعارضين لأوروبي يضم الرابطة وحركة النجوم الخمس.
ويبقى السؤال الكبير مطروحا بشأن نسبة المشاركة في ظل قلة اهتمام العديد من الناخبين بدءا بالشباب منهم.
وقالت تينا (23 عاما) لوكالة فرانس برس "لدي أصدقاء كثيرون لن يصوتوا لأنهم لا يثقون في هذه الأحزاب السياسية ولأنهم يعتقدون أن أصواتهم لن تغير شيئا في مطلق الأحوال".
لوبومير ميلاسين
© 2018 AFP