بيونغ تشانغ (كوريا الجنوبية) (أ ف ب) – اعتبر رئيس اللجنة الاولمبية الدولية الالماني توماس باخ الاثنين ان الرياضة قد تساهم في تشييد الجسور بين الدول لكن "لا تصنع السلام"، مشيرا الى انه سيذهب الى كوريا الشمالية بعد انتهاء الالعاب الشتوية المقامة في الشطر الجنوبي حتى 25 شباط/فبراير، والتي أدت الى تقارب تاريخي بين البلدين.
وقال باخ في حديث لوكالة فرانس برس في بيونغ تشانغ "الرياضة لا تصنع السلام"، وان على المسؤولين السياسيين "التحرك" للبناء على التقارب.
وردا على سؤال حول شعوره تجاه مشاركة وفد مشترك بين الكوريتين خلال حفل الافتتاح، أجابت "كانت لحظة مليئة بالمشاعر. بالتأكيد كان لدينا اعلان 20 كانون الثاني/يناير في لوزان (المدينة السويسرية حيث مقر اللجنة الأولمبية الدولية) حول المشاركة الكورية في الألعاب الأولمبية. الا انه كان لا يزال ثمة الكثير من العمل للقيام به بعد ذلك".
وتابع "قلنا اننا لن نصدق الا عندما نرى هذه اللحظة تتحقق، عندما يصلون (رياضيون من الشمال والجنوب) معا ويدخلون الى الملعب. كان ثمة الكثير من المشاعر عندما رأينا ذلك يحصل. كان ثمة أيضا الكثير من الفرح للقدرة على البعث بهذه الرسالة من التفاهم، السلام".
وشدد على ان "هذه هي الرسالة الأولمبية من كوريا الى العالم (…) كان من المهم ان تأتي هذه الرسالة من شبه الجزيرة الكورية، حيث شهدنا هذا التوتر السياسي القوي" بين شطري شبه الجزيرة.
ولا يزال الشمال والجنوب رسميا في حالة حرب منذ انتهاء النزاع في شبه الجزيرة الكورية (1950-1953). الا ان الألعاب أدت الى تقارب كبير، شمل مشاركة شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في الافتتاح، ونقلها دعوة الى الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-ان لزيارة بيونغ يانغ.
وعما اذا كان الامر قد يقتصر على هدنة او مجرد صورة، اكد باخ ان "الرياضة لا تستطيع صنع السلام، لكن في امكانها تشييد الجسور وفتح الابواب. نستطيع ان نلاحظ ان الحوار قد يؤدي بنا الى نتائج ايجابية كما أظهرنا ذلك هنا من خلال محادثات ومفاوضات على مدى سنوات. هذا ما نستطيع القيام به وتقتصر جهودنا على الاوجه الرياضية".
ورأى ان "الباقي هو ما يتعين على المسؤولين السياسيين التحرك من اجله، هذا هو شأنهم وهذه هي مسؤوليتهم، عليهن ان يستخدموا هذه الانطلاقة في محادثاتهم"، معتبرا انه "من وجهة نظر اللجنة الاولمبية الدولية، هذا الحوار سيستمر بعد اطفاء الشعلة الأولمبية (…) نحن حياديون سياسيا، ونحاول ان نتعامل مع مجموع اللجان الوطنية (206) بطريقة واحدة وعادلة".
– قرار بشأن روسيا في نهاية الالعاب –
وعن فرص روسيا في استعادة مكانها قبل نهاية الالعاب وامكانية المشاركة في الحفل الختامي تحت علمها الوطني، اكد رئيس الاولمبية الدولية "هذه المواضيع احيلت الى اللجنة التي شكلت في 5 كانون الاول/ديسمبر والمكلفة تطبيق القرارات. ستراقب وستقدم تقريرا في نهاية الالعاب للجنة الاولمبية التي ستتخذ كما اعتقد قرارا بهذا الخصوص".
واشار الى ان اللجان المختلفة التابعة للاولمبية الدولية استمتعت الى مطلق شرارة فضيحة التنشط الممنهج في روسيا الرئيس السابق لمختبر موسكو لتحليل العينات غريغوري رودتشنكوف، عبر اعلان مكتوب موثق بالقسم، كما انه ادلى بشهادته امام محكمة التحكيم الرياضي (كاس).
وكان رودتشنكوف، المدير السابق لمختبر موسكو، مطلق شرارة كشف فضيحة كبرى في عالم الرياضة، عن وجود نظام تنشط ممنهج برعاية الدولة في روسيا. وفي أعقاب تكشف خيوط الفضيحة وتقرير المحقق الكندي ريتشارد ماكلارين، منعت الهيئات الرياضية الدولية مشاركة الرياضيين الروس في منافسات دولية تحت راية بلادهم، مثل أولمبياد ريو دي جانيرو الصيفي 2016، وأولمبياد 2018 الشتوي في بيونغ تشانغ.
ويشارك 168 رياضيا روسيا في بيونغ تشانغ بعدما ثبتت "نظافتهم"، لكن تحت راية محايدة وبصفة "رياضيين أولمبيين من روسيا".
واقر باخ بأن شهادات رودتشنكوف "لعبت دورا مهما في كل قراراتنا، والاولمبية الدولية كانت سعيدة مرات عدة لانه فتح الطريق امام كشف هذه الامور. فضلا عن ذلك، انه يملك ادلة تفوق تصريحاته وتؤكد ما قاله".
وعن التراجع واحتمال اتخاذ قرارات جيدة تجاه روسيا، أكد باخ "لاحظنا اننا في حاجة الى ادلة اضافية بخصوص تقرير ماكلارين لأن الاخير كان دائما يقول انه ليس من صلاحيته اعداد قوائم بمخالفات الرياضيين لقوانين مكافحة المنشطات"، مضيفا "عندما حصلنا على الادلة، اتبعنا مبادئنا بحذافيرها: لقد عاقبنا النظام (التنشط) من خلال ايقاف اللجنة الاولمبية الروسية، وحمينا في الوقت نفسه الرياضيين النظيفين".
– ظروف قاسية ومواعيد غير ملائمة –
وسئل باخ عن الظروف المناخية القاسية واقامة المنافسات في ساعات الليل حيث يرتجف رياضيو التزلج من البرد القارس، وارتباط هذا الامر بالحاصلين على حقوق النقل التلفزيوني.
ورد الالماني جازما "انه ليس قرار الاولمبية الدولية وانما قرار الاتحادات الدولية للالعاب الشتوية. لدينا ملء الثقة بالمسؤولين الفنيين لاتخاذ القرارات الافضل لمصلحة الرياضيين في منافسات عادلة".
وبخصوص القلق من الظروف المناخية التي ادت الى تأجيل بعض المنافسات وعدم امكانية اقامتها في المهل المحددة للالعاب، اعتبر انه "من المبكر الحديث عن هذا الامر. نحن على اتصال دائم مع الاتحاد الدولي للتزلج وهم مرتاحون"، مشددا على ان الألعاب لا تزال في بدايتها.
وأوضح "نحن أمام رياضة في الهواء الطلق، وهذا الامر يحدث عادة في بداية الالعاب. منافسات كأس العالم (للتزلج) تجري في ظروف مشابهة، لذلك لا داعي للقلق، ستسير الامور بشكل جيد".
© 2018 AFP